بعد قليل.. عودة «عيد الآوبت» في طيبة بعد غياب 5 الآف عام

عيد  الآوبت
عيد  الآوبت

يشهد  العالم الأن الاحتفال المبهر  وهو «الأقصر..طريق الكباش» ،  بحضور رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح  السيسي ، والسيدة انتصار السيسي  وسط تغطية إعلامية دولية و محلية ووصلت إلى 1200 قناة دولية سوف تنقل الحدث التاريخي و بحضور 33 سفيرًا أجنبيًا من دول العالم.

و ضمن برامج الاحتفال، ينطلق احتفال عيد الآوبت الفرعوني الذي يعد من أشهر وأهم الأعياد الفرعونية في مدينة الأقصر.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فيليما تسجيليا عن مدينة الاقصر خلال احتفالية طريق الكباش، حيث انطلقت احتفالية طريق الكباش بأغنية «بلدنا حلوة» للفنان محمد حماقي، والمطربة لارا اسكندر.

 وقال  ميسرة عبد الله حسين أستاذ الآثار بجامعة القاهرة وصاحب اختيار وترجمة الأناشيد المصرية القديمة بالاحتفاليتين الكبيرتين، افتتاح طريق الكباش وموكب المومياوات الملكية، قصة عيد "الأوبت" منذ بدايته حتى اندثاره في العصر الروماني.

ويقول حسين  إن الاحتفال بعيد الأوبت كان يقام كل عام مع بداية ارتفاع الفيضان في النصف الثاني من الشهر الثاني بفصل الفيضان، أي ما يوافق 30 أغسطس بحسابات اليوم، وكانت فلسفته تتلخص في أن الكون بأكمله يستعيد حيويته وعافيته وتجدده، استعدادا للموسم الزراعي الجديد.
ويضيف حسين أن "عيد الأوبت نشأ بالأساس في مدينة الأقصر عام 2000 قبل الميلاد تقريبا، في عصر الدولة الوسطى، وعندما أصبحت الأقصر عاصمة لمصر خلال الدولة الوسطى أصبحت أعيادها المحلية ذات طابع قومي، ومنها الأوبت".

شاهد ايضا :- لأول مرة.. عرض فيلم عن المقومات السياحية والأثرية في الأقصر 
ويشرح الأكاديمي  "الإله آمون رع رب معبد الكرنك كانت وظيفته الأساسية أنه ملك الآلهة، ومَلَكية هذا الإله مثل مَلَكية البشر، تجدد كل عام، وحتى يتم تجديد مَلكية الإله آمون رع على عرش الآلهة، كان لا بد أن يمنحه إياها سلفه الإله آمون إله الأقصر، لذا كان يتحرك الموكب في عيد الأوبت من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر لهذا الغرض".


وهذه الطقوس كانت تحدث في معبد الأقصر الذي كان اسمه "إيبت - ريسيت" وترجمته بالعربية الحرم الجنوبي، وكان يطلق عليه أحيانا "تا – إيبت" التي تعني "معبد الحرم"، وهي الكلمة التي اشتق منها لاحقا اسم الأقصر قديما "طيبة"، التي تعني معبد الحرم.

طقوس احتفالية

ويقول أستاذ الآثار إن "العيد يحدث في مقصورة الإيبت، وهي صالة كبيرة في معبد الأقصر، وفي حقبة الدولة الحديثة كانت تصل مدة الاحتفال بالعيد إلى 11 يوما في عهد الملكة حتشبسوت، وفي عهد رمسيس الثاني كانت تصل مدة الاحتفال إلى 22 يوما، أما في العصر المتأخر كانت الاحتفالات تستمر لـ27 يوما".

وكانت طقوس العيد تبدأ من معبد الكرنك حيث تقدم القرابين للآلهة، ثم يتحرك الموكب على طريق الكباش إلى معبد الأقصر، يسير فيه كهنة يحملون 4 مراكب تضم تماثيل 3 آلهة، هم آمون ونوت وخونسو، إلى جانب مركب يحمل تمثال الملك آمون رع.

وأثناء مسيرة الموكب كان يتوقف 6 مرات، حتى يشترك العامة في طقوس الاحتفال، قبل أن يصل في النهاية إلى معبد الأقصر.

ويقول حسين إن تفاصيل ما كان يجري في معبد الأقصر لا يزال غامضا نظرا لفقدان الجزء الأخير من جدران المعبد، لكن "ما نعرفه أن الإله آمون رب معبد الأقصر كان يتوج الإله آمون رع رب معبد الكرنك، ويعطي الخصوبة للأرض المصرية".

وفي طريق عودة الموكب إلى معبد الكرنك كانت تقام الطقوس الاحتفالية الكبيرة، حيث تعم البهجة وتشرب المشروبات وتقدم القرابين في خيام على طول الطريق، وكان يصحب كل خيمة فرقة موسيقية إلى جانب مشاركة الموسيقى العسكرية والفرق الأجنبية.

ويقول الأكاديمي المصري إن قوائم القرابين كانت تضم أكثر من 50 نوعا، من بينها الأوز والبط المشوي والأضاحي من الأبقار والغزلان، إلى جانب كل أنواع الفطائر والكعك التي تصنع من العسل.

ويلفت حسين إلى أن موكب العيد في عهد حتشبسوت كان يتحرك سيرا على الأقدام في طريق الكباش، أمّا في عهد الملك أمنتحتب الثالث فكان يتحرك في النيل، وكان يتوقف أيضا 6 مرات في طريقه، وهنا يشدد على أن "طريق الكباش لم ينشأ فقط من أجل عيد الأوبت، إذ كانت تمضي فيه مواكب دينية كل 10 أيام تقريبا".

تهدث فعالية "الأقصر.. طريق الكباش"  لإبهار العالم بالجمال والمقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها مدينة الأقصر، كما أنها تلقي الضوء على الحضارة المصرية العريقة، خاصة في ظل الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالمحافظة وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها، ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة الـ14 عمودًا بمعبد الأقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ"طريق الكباش".


وقامت وزارة السياحة والآثار بإعداد خطة شاملة ترويجية لذلك الاحتفال لتكون محطة مهمة لتنشيط السياحة في أهم مدينة أثرية وسياحية في العالم وهي الأقصر، وشملت الخطة فيلم ترويجي عن الأقصر سيتم عرضه في جميع المعارض الدولية السياحية التي ستشارك فيها مصر وينشر في جميع مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة السياحة والتي أصبحت من أهم العوامل الترويجية في عصرنا الحديث كما سيتم توزيع الفيديو على جميع منظمي الرحلات والبرامج السياحية في الدول الأجنبية كنوع من أنواع الدعاية المباشرة لمدينة الأقصر.